كثيرون وأكثر


كثيرون وأكثر

سيقبّلون يدي، يتذوقون شفتيّ،

 لوحدَتي يُعيرون دفء أجسادهم.

بي رغبةٌ إلى صديق. قلّة، قلّة قليلة،

 سيهبون أسماءهم وثرواتهم عمقًا

أو سيرسلون البكر من أبنائهم إلى سريري العليل.

واحدٌ وحيدٌ سيمنحُ الهواء من رئتيه الضعيفتين

 كي يشفى جسدي.

وذاك الواحد هو حبّي.

رجال
في حَداثتي، اعتدتُ

أنْ أرقبَ الرّجالَ من وراء السّتائر

يغدون ويروحونَ في الشّارع. رجالٌ سكّيرون، رجالٌ بالغون

شبّانٌ حادّونَ كالشّارب.

أراهم. الرّجالُ دومًا

يذهبونَ إلى مكانٍ ما.

كانوا يعلَمونَ أنّي هناك. خمسةَ عشرَ

عامًا وأنا أتوقُ إليهم

تحتَ نافِذتي، يقفون،

أذرعتُهم عالية

كَصَدرِ فتاة،

أذيالُ المعطفِ تصفع

أولئكَ الرّجال،

في الخلف.

يمسكونكِ ذاتَ يومٍ بين

راحاتِ أيديهم، بِدِعةٍ، وكأنّكِ

آخرُ بيضةٍ نيئةٍ في العالم. ثمّ

يضغطونَ. قليلًا.

الضّغطةُ الأولى لطيفة. حضنٌ على عجل.

رقيقةً في قلّةِ حيلتك. يبداُ الألم. أكثرُ قليلًا.

تنتزعينَ ابتسامةً تنسالُ من حول الخوف.

عندما يتوارى الهواء،

يتفرقعُ دماغُكِ، يتفجرُ بشدّة، على عجلٍ،

كَرأس عودِ ثقاب. يتشظّى.

إنّها عصارتكِ

الّتي تسيلُ على أقدامِهم. تلطّخُ أحذيتَهم.

عندما تستقيمُ الأرضُ منْ جديد،

ويحاولُ الطّعمُ أنْ يعودَ إلى اللّسان،

ينغلقُ جسدُكِ. للأبد.

ولا مفاتيح..

ثمّ تستديرُ النّافذة

جهةَ عقلِك. هناك، تمامًا خلفَ

السّتائرِ المتمايلة، يسيرُ الرّجال.

يعرفونَ شيئًا.

يذهبونَ إلى مكانٍ ما.

لكنّي هذه المرّة، حسبي

أن أقفَ وأرقبَ.

ربّما.

عندما تأتي إليّ

عندما تأتي إلَيّ، بلا دعوة، 

مومئًا إلي 

نحو حجرات قديمة، حيث ترقد الذكريات.

عارضًا عليّ، كما على طفل، أتيكيّ،

 لقاءاتِ أيامٍ معدودات، 

بهرجاتِ قبلاتٍ مسروقة،

 حليّ قصصِ حبّ مستعارة، صناديق كلمات سريّة،  أبكي.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة