الفراشة التي تحط على غيمة
لا تدهشها السماء الصافية
ولا يملؤها نقاء السحاب بالهدوء..
الزهرة فقط من تفعل ذلك
...الفراشة التي تحط على غيمة
لا تفكر بالتحليق حول نجمة رائعة
تتباهى بلمعانها الشديد
لأنها رغم علوها وحجمها المذهل
لم تستفزها..
الشمعة فقط من تفعل ذلك
...الفراشة التي تحط على غيمة
تنظر بشفقة إلى النصوص المقدسة
التي كتبتها عنها الأساطير
لأن جميعها لم تنجح بإغرائها
بالبقاء في أروقة المعابد
كفرصة للخلود..
الحياة القصيرة فقط من تفعل ذلك
...الفراشة التي تحط على غيمة
ليس لها ذاكرة تشعل في خطوتها الإرتباك
ولا وطن يزرع أمامها أناشيده
ورايته
ليطفئ اتجاهاً ما
لا ذكريات تشكل لها نمط التفكير..
النسيان وحده من يفعل ذلك...الفراشة التي تحط على غيمة
تعلم جيداً أن حياتها قصيرة
لذلك هي تعيشها أكثر من مرة
وكلما تشابكت حولها أصابع الموت
تعرف كيف تصطاد حياةً جديدة
أكثر ألواناً
لا يرهقها انتظار الوفاة..
الولادة فقط من تفعل ذلك.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة