[ الرّقاصُ ] الذي يشيرُ الآن إلى الرقم ٣
مهرولاً يجري، إلى أرقام لا يعرفها
يضيق به اسمهُ، الذي لم يكن له نصيبٌ منه
تماماً ك "عيّاش" الذي قضى نحبه، في بئرٍ إرتوازية، لاتتسع حتى لبطانية ملفوفة.
و كصاحبي "أنور" الذي وُلدَ بعينين مغمضتين.
[الرّقاص] الذي يشير الآن إلى الرقم ٣
هو عمري الذي مرّت على مسامعهِ
عشراتُ الأغاني، التي تحرّض على
الرقصِ المؤدي إلَى إغماءَةٍ أبديّةٍ،
فلم يحفظ منها سوَى أغنيةٍ واحدة
[وصفولي الصبر]، كان يحضنُ صوتها
المجروح، و يبكي.

[الرّقّاصُ] الذي يشير الآن إلى الرقم ٣
لم يكن بذيئا ،و طائشا كما قيل عنه
لم يُحدث ضجّة في العمارة التي يسكنها
لم يكن يوما كأولئك السكارى، الذين
يدقّون كعوبهم في الأرض انتشاءً
بصوت القصبة الشاويّة.

وحدك أيها الساهر
وحدِك أيتها الساهرة
وحدكم [ أيها الليليونْ ]
يمكنكم سماع أنينِه
في هذا السّكونْ.
[ الرقاص ] الذي يشير الآن إلى الرقم ٣
هو أنا الذي لم أقترف ذنبا،سوى أنني
أردت أن لا أكون وحيدا و بائساً، ككلبٍ
مسعورٍ لم تتسعُ له قمامةُ هذي الطريقْ

نعم أيها الأصدقاء؛ يحدُثُ أن ينبح شاعرٌ
دون جدوى، في مكانٍ ما؛ مثلما يحدث
أن يكونَ الماء في زيّ الحريقْ !

ربع قرنٍ يكفي في هذه البلاد التي
[ تمتد من البحر إلى البحر ] و لا أجدُ
فيهاحبيبة جميلة أضع رأسي على
ركبتها، وأشهق بالبكاء

هل ربع قرنٍ يكفي، لأقول لكم أنني
متعبٌ و حزين؟

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة