المطرُ يهطلُ داخلِي وجيشُ الليلِِ علَى التخومِ
أتربعُ كالمعتادِ
أجوبُ البعيدَ
أرصدُ فكرةً عابرةً
في طورِ القلقِ
أهبطُ و أعلوُ
كمنطادٍ يبحثُ عن وجهةٍ
كطيرٍ فَقَدَ سِرْبَه
كغريبٍ عندَ مفترقِ الطرقِ
أتلمسُ الهوانَ الغافي
علَى وجوه القرى يتناهى إليَّ ضجيجُ الأطفالِ
وأصواتُ الدراجاتِ الناريةِ
بعد ما اختفتْ العرباتُ
ربما نركبُ الدَّوابَ
فوقَ ظهرِ الوطنِ
لا شيءَ يذهبُ إلى الأعلى
أبدوُ أكثرَ بهجةً مِن غيري
أخلقُ عالميَ الضاجَّ بالمتعةِ
أغني كعصفورٍ في صباحٍ مبتهجٍ
أجسُ النبضَ في قلبِ الصخورِ
فتندلعَ العيونُ
وتأتي الطيورُ جماعات
علَى كلِ شكلٍ ولونٍ
أقولُ للحجارةِ انطقِي فتنطقُ
بأعذبِ الكلامِ أصنعُ الأشياءَ الثمينةَ
وأشمخُ كملِكٍ
في يديهِ الصولجانِ
أبددُ المخاوفَ بضربةِ قلمٍ
فوق وجهِ ورقتي العذراءِ
أحشدُ عناوينَ الكتبِ
وأبعثُ الكُتَّابَ من صمتِ
الورقِ
أقيمُ حلقاتِ الفرحِ
أستمسكُ بحبلِ الغناءِ
تحت وقع الرصاصِ و«الزواملِ»
أستظلُ بصوت «أيوب»
وشِعرِ «الفضول»
أدعوُ إلى قصيدةِ النثرِ
وأفتحُ أبوابي علَى الفجر