مساء مجعد..

ثلاث دراجات جوار السور يحلمن بالمسير، ينتظرن فرح الدوران الهادئ في المنحنيات المظللة بزهور البونسيانا، دهشة الإنحراف السريع قبل الحفر الصغيرة في الشارع الكبير، شهوة المجاورة لسيارات الأجرة وشاحنات الفاكهة.
ثلاث دراجات يتكئن على الجدار المثقب بالرصاص، والمخربش بشعارات الثورة، وصور الشهداء، يقرأن الغيب من أكف الغيوم السريعة، والطيور التائهة، والليالي الباردة.
ثلاث فتيات يتقشر عن أذرعهن الطلاء ويتسلق صدأ الملل، ثلاث كلمات لم يقلهن أحد لأحد.
ثلاثُ عملات معدنية في جيب الطريق الطويل تطن كلما خطى أو تنهد.
مساءٌ مجعد، أغنية ملولة، ونهر يموت في حليب الذكريات.
المساء المغني بأغنية وحيدة يدق باب جيرانه النائمين:
يدي ممدودة بالفضة، فارغة باليقين.
ثقيلة بالندم، خفيفة بالبكاء،
مجعدة بالحكايا، ناعمة بالنعاس.
ثلاث كمنجات خذوها ليكف طنين الغناء.
ثلاث نجمات بلا بيت، بلا نافذة، بلا عائلة في جيب المساء،
المساء الذي ما زال من قلبي يسيل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة