1-
أوقَفَنِي عندَ عتبتِهِ..قـال
لَـك أن تختارَ بين الدخولِ إلـيّ
أو الحلولِ في نسيجِ الأرضِ
قلتُ الأرضُ خياري
2.
أوقفني في الأرضِ
الأرض إرثُ محبةٍ أو إرثُ جنونٍ
والأرض تدفقٌ للكلامِ
وحشدٌ للأنسابِ
فبأيِّ حذاقة ٍستؤطرُ زهوَ الخلودِ.
أوقفني في الأرضِ ..قـال
ليكن في يديك بعضُ قوّتي
ليكن في عينيك بعضُ رؤايِ
وفي قلبك صفحة لأسمائي
وليزهر ضوءُ معنايَ في بهوِ أيامكَ
3.
أوقفني في الأيامِ..قـال
سنقسِمها بيننا
اليومُ الأولُ لي وحدي
والثاني لنا
والبقيةُ نُراكـِمُـها ذخيرة ًلأسرارنا.
فلا تدع ســؤرا منها للغرباءِ
همُ الخديعةُ ترتدي حُلةَ الإغراء.
والرغباتِ لا تَــساويَ في أيـامِنا
يومي معرفة واكتـمـال
فبأيِّمـا أعمالٍ ستؤثث أيامكَ
4.
أوقفني في الأعمالِ قـال
أعمالُك كلها لي ،
مسراتُكَ وأحزانك،
غبطتُكَ وأتراحُكَ.
وما يلي من أعمالِك الأخرى
قـال
لا تذهب في الخوفِ مني
وافتح يديكَ لمجدي
فأنا عُدّتُكَ وعتادُكَ
5.
أوقفني في العدد قـال
واحدٌ أنا ،
لا يُحصيني سوايَ ولا يجمعُني عددٌ
أنا مــُتَـكَـثِّـرٌ ومُتَجَمِّـعٌ في أَحــَدِيــَّتــي
وليس سوايَ يمنحُك الكلام عـلـيّ
6.
أوقفني في الكلامِ. قـال
أزليٌ خطابي ،
وفي البدء كان كلمتي
لا ترسمُ إلا أنا فيهِ
ولا تُرسِلُ فصاحةً بغيرِ حضوري
حضوري أبدٌ وبلاغتي بحرُكَ الذي يجري في الأبدانِ.
ويقودُ. خيلكَ نحوي
أوقفني في الكلامِ قـال
سُدَى كلُ بيانٍ
إذ يَبعُدُ عن منحنياتِ بياني
وهباءٌ كلُ قولٍ لا تنفذُ فيه مشيئتي
أوَ ماعلمتَ أن كلامي بَدءٌ ومنتهى !
قـال
أنجِز بلاغَـتـكَ لا تُـنجِـِزُها إلا بي
فأنا الحقيقة وما سوايَ محضُ غبارٍ
7.
أوقفني في الحقيقةِ لا ترقى إليها ـ قـال ـ
إلا أن تُـنَـقّـِيَ سريرتَكَ
وتفحصَ أحوالكَ كلها
الحقيقة واحدة لا رديفَ لها
وكل ترادفٍ محوٌ ساطعٌ وهباءٌ
8.
أوقفني في المجازِ قلت
هذا رصيفٌ أدَّخــِرُهُ
لحين تُفصِحُ العبارةُ عن جوهرها ومعناها
أوَ ما قلتَ لي إن البدءَ كان في كلامِكَ هو ذا.
أنا. متصلٌ من غير انقطاعٍ عن مجازٍ
اجـتَـبَـيـتَـنـي فيهِ
هو ذا أنا في مجازِكَ
مُـتَـعَـيِـّنـا من دونِ عــلامــةٍ
أنـتَـظـرُ وأسأل
لِمَ أوقـفـتـنـي في المجازِ.
وتركتَـني
لم تقل لي أوقفني في المـجـازِ
حتى إذا اشتد اصطلامي
مدّ لي رداءَ التجلي
ولم يقل لي وقفتُ في المجازِ
أحملُ خرابي
وأُخفي خيبتي ومـا قـــــال لي