السّحر الأسود:حبر مكتوب على جبين شاعر مات و في قلبه شيءٌ
مِن زغب عصفور صغير..
مِن رفرفة قصيدة نَسِيَتْ اسمها تحت التّعذيب.
الغريبُ
أنّ النقّاد حنّطوا مخطوطا مثلما تحنّط قبيلة "أنجا" جثّةَ زعيمها!
مجالسةُ الموتى..
تناولُ الطعام عند رؤوسهم
ليس أمرا مقرفا دوْما!
غير أنّ أسابيعَ سِتّةٍ تكفي لتحنيط سيّد القبيلة,
و لا تكفي
لإفراغ قصيدة من دمها..
لملئها بالملح. الشّعراء لا يرحلون بعيدا,
أرواحهم تحرس الأحياءَ.
علّقتُ وصيّة "محمّد الفيتوري" في أذني إذن:
"لا تحفروا لي قبرا
سأرقد في كلّ شبر من الأرض"
في انتظار
أن يجالس النّقّاد جثّتي..
في انتظار
أن يتناولوا الطّعام عند رأسي..
ينام الليل على ظهر قلبي
الحزن
أن تسهر وحيدا تعدّ أحزان شعب "الزّولو" في رأسك
رصاصةً
رصاصةً..
حتّى إبادةِ
آخر شجرة على كتفي "ماما أفريكا"
حتى إبادة
آخر طائر صغير..
آخر ملاك..
في أغنيات "ميريام ماكيبا"!
الغريب
أنّ جثّة الشّاعر مازالت ترقص "الباتا باتا"
تشتهي المنفى في رائحة العرق و التّراب بجسد راقصة زنجيّة
لكنّ
السّحرَ الأسود حبرٌ مكتوب على ظهر قلبه..
يؤلم روحه الّتي تحرس الأحياء.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة