لسنواتٍ كتبتُ رسائلَ إلى نفسي
أرسلتها بالبريد إلى عنواني في شمال لندن
لم تصلني ولا حتى واحدة .
في ما بعد , وجدتُ الليلَ لم يعد مظلماً
كما كان , بعد أن زارني الزمنُ في مناسبات .
ربما هذا سبب إخفائي مناجلَ تحت سريري
ولقائي , مصادفةً , فجراً ممزقَ الوجهِ
بأظافرِ ندّابات
*
منذ سنوات أستلمُ , بالبريدِ , رسائل عن نفسي
وهناك تفاصيل يومية عن حياتي , لم أكتبها أنا
ولا أظنُّ أي شخصٍ آخرَ يعرفُها .

*
أحياناً أراها مبعثرة في منامي
على رصيفٍ أو في عربات قطار
أجمعها , أحرقها مسروراً .
عندما أستيقظُ في الصباح
أرى رمادها فوق فراشي .
*
اليوم عثرتُ على إحداها ملصقةٌ على باب بيتي
فيها لصّ يبيعُ هواتفَ في محطة
في إحدى يديه يحملُ مجموعتي الأخيرة
هذا يقلقني , فليس لي نسخة أخرى لأرسلها إلى الناشر
أو إلى أصدقائي في قارات
*
في نهاية الرسالةِ رصيفٌ يذهبُ إلى طائرةٍ
في مطارٍ مهجورٍ , في الطائرةِ أمي وحدها , تلوّحُ لي من نافذة .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة