"في الحزن وما يخشاه "لا محمد زابور / الجزائر

01
الحزن أن تمرّ بك امرأة من بنفسج فلا تنتبه
أن تنتظرَ طاولةُ من نسيانٍ زائرها الذي لا يأتي
ألا يدلّ الغيم على حبّةِ خردلٍ في مباهج الرّمل
أن يُقشّرَ اللوز بياضه في يوم عاصف.
أن يُعلّق جنديٌ خوذته على حبل الغد
فلا تأنيه إلا شمس البارحة
أن تتعبّد ألف سنة، فيراك النّاسُ و لا يراك اللّه.
الحزن مهاجر عربي لا تحتفي بزاده المطارات
طائر تطلقه امرأة مزهوا في حقول القلب
نهار يمشيه الكادحون إلى رغيفهم ..عكازُ من لا أقدام لهم ..
برتقال تعصره مومسٌ لزوّرها ساعة التجلّي
حكمةُ ناسك في دير قديمة
محبرة شاعرٍ لم تقده اللّغة بعدُ إليه..
فتاوى القبيلة في حق قبلة عابرة لعاشقين في "الميترو " أو في مصعد العمارة.
كرسي يتّهم شابا صريح الملامح أنه أصبح يشكّل خطرا على النظام العام
02
ما يخشاه الحزن ..
فرس طفل تعدو بلا انقطاع..
هواء لا تستنطقه مخافر البوليس.
نهد ترك للريح قماشه الذي ظلّ يدّعي أنه يحمله
"قيتارٌ" يُطفئُ عطش الأنهار ...
رصاص يتراجع إلى مسدّسه ساعة الجريمة
رتلٌ من العسكر يُردّد أناشيد المحبة
ذاكرة أرض لا يأكلها النسيان
ما يخشاه الحزن ...
خنجر لا يقطع أصبعه
تفاحة تعيد آدم إلى جنته
بدوُ يشربون من بئر الحكمة
حداثة لا تنسى الإنسان في " جيبوتي " و " ماينامار"
03
أيّها الحزن أنت خلاصة اكتمالي
لغتي التي أقرأ بها الجهات ..
رفيقك في سذاجة الفكرة
أسِعُك ..تسِعُني..
و لا يَسِعُنا هذا العالم.