قُبَلٌ تنام بلا قدمين على إفريز نافذة
أغوت صغيرة ففكت ضفائرها واحتضنت زجاجا يهتز
لأن قطارا آخر جاء في الاتجاه المقابل بقُبَلٍ مبتورة اليدين
***
شفاه تلامس زجاجا يرسم نقطة دم صغيرة
تناسلت بين الزجاج والرحيق فعادت أقدام إلى سعيها
وتركت فردة الحذاء الحمراء في حضن أسطورة صغيرة
تهدهد سريرا فارغا لكي ينام بلا ذكرى
****
على زجاج المترو قبل غير مكتملة لعشاق ساهرين
منذ الأمس – يرسمون لوحة-
وشفاه تخلصت من ثغاء أحلام في منامها ومن نعاس
لتقطف قصيدة تذوب على زجاج في مترو شبرا
قبل أن تختفي الصافرة
*** ..
على زجاج المترو سماء لا تكتمل بين غيمة
ونفق ملون والسهام تفر من قلوبها الملونة
ولم تعد في القطار المقابل رسمة نسيها ساهرون
في فراغ عربات القطار. لم يجدوا تذكرة العودة
في ماكينة -تشبه الدركي-
تجمع الخطايا في مرور تذكرة ورقية
صفراء لا تسر الذين يحلمون بالمرور
****
على زجاج المترو أعمار سرقها دخان
وبخار يسافر عادة بين البحر والسماء
ولا يعرف طريق الرجوع
تحفظه ملامحه قطرة ندى
تمر مسرعة بين قطارين
فلا تلحق ما يقطفه الصقيع
من أغنيات تجول بين قطارين مسرعين
في اتجاهين ومحطة فارغة.