لا أستبعد أن أقوم بانقلاب سلمي
من أجلك وأكون الملك لأجعل هذا الوطن الصاخب أكثر هدوءا عندما تغفين في شرفة الدار
على صوت حميد منصور
فاغلق بالشمع الأبيض أبواب المعسكرات ومخازن الرصاص والهاونات
ومصانع مبردات الهواء الرديئة ..وأمنع الأغاني التي فيها الطبل ..وأعفو عن التي فيها الناي وأجعل
هذا الوطن العالي سوره
أكثر نظافة عندما تمرين
في شوارعه ..المغسولة يوميا بماء الورد وأجعل هذا الوطن اكثر استخداما للشامبو
كي لا يصيبك الفزع من القمل الذي يتطاير من ضفائر النائبات
أو القشرة التي تتساقط من صلعة المحللين السياسيين
وأجعل هذا الوطن
أكثر ديمقراطية عندما تصرخين على الرصيف
وسط دهشة العابرين والحراس وأنا أمر بسيارتي الرسمية الوحيدة موديل 1990
في الطريق إلى القصر الملكي .. مثل أي موظف :
حبيبي أُحبك ..أحبك ولا تنس جلب الخبز ..وعلبة المعجون
فلن أسمح لأحد من حرسي
بمنعك عن قذف قبلة هوائية إلى نافذة السيارة
حيث أجلس خلفها أنظر إليك مثل حارس مرمى أمام ضربة جزاء ولن اسمح لهم بإسكاتك لأنك حذفت عبارة (فخامة الملك )
وقلت : حبيبي فقط ..
فجلب الخبز الى امرأة نحبها
في وطن ديمقراطي مثل الذي صنعته بعد الانقلاب
واجب عظيم ومهمة ليست سهلة
حتى لو كان المكلف بها ملكا مثلي ..
سيتوجه نحو الفرن عند عودته إلى الدار المعمورة
من دون حرس
ويقف في صف من شخصين ليأخذ رغيفين فقط من عشرة ..
وما تبقى يتبرع به
من أجل الشعب ..
أما علبة المعجون ..
فسأجلبها غدا
لأن ما لدي من نقود
لا يكفي إلا للخبز
أما ما لدي من حبّ
فيكفي وطنين :
الأول أنت
والثاني
الذي
لا يقف أمام أفرانه إلا ثلاثة مواطنين عاديين
لكن أحدهم وإن كان ملكا إلا أنه ..
يحبك جدا ..


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة