اعتاد أن يضع كرة عينه
في كسارة البندق
كلما اعتصره الحزن
لكن مفصل الكسارة
كان ينخلع دائمًا
قبل أن تسقط أول دمعة!

جرب أن يسلك خيطًا
في كرة عينه
ويعلقها كقلادة في عنقه
وكلما أحزنه أمر ما
غمسها في كوب مياه...
لا يذكر كم مرة أخذ يراقبها
وهو ممسك بها
أمام عينه الأخرى
متخيلًا أن قطرات المياه المتساقطةدموع!

ابنة جارته الخبيثة
التي لا تجد صعوبة في اعتصار عينيها
دون أن تخرجهما من المحجرين
نظرت إليه ذات يوم
وهو يتسوّل من كوب المياه
اختطفت منه كرة عينه
حاسبةً أنها بندول
وحين اكتشفت الحقيقة
دعستها كحشرة!
فانكسرت رجلها...

عينه لعنة
كما كان هو نفسه لعنة
أصابت أمه حين نظرت إليه
بعد أن ولدته
وأدركت أخيرًا سر الكون
فانتحرت
لأنها لم تحتمل الحقيقة!

في الأيام التالية
لم تعد كرة عينه تحتفظ بأي قطرة
رغم أنه كان يغمسها
في النصف المملوء من الكوب!

قرر أخيرًا
أن يغمس جسده في البحر
ثم يتدلى من حبل
مربوط حول الهلال
ويظل يقطر
يقطر
ي
ق
ط
ر

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة