كلّ صباح 

أحاول ترتيب المشهد المتكرر 

وتبحث عيناي عن 

الرابط الخفيّ

 بين جنود عند المفترق 

تمزّقهم الريح 

ولا تنتبه إلى أوجاعهم، 

وبين مراهقين 

في حديقة العموم 

يعوّدون أرواحهم على الضّياع والانكسار، 



كلّ صباح 

يزدحم المشهد بغباره اليوميّ:

 فتيات المدارس 

مناديل زرقاء ملأى بالهوى، 

عامل النّظافة 

الذي يتغوّط في ركن يعبق برائحة العشّاق، 

النّساء العابرات قطع سكّر  

يلعق الشّارع آثارهنّ، 

وبين حين وآخر تذوب عيون ينطفئ

 أنينها. 

وعبر الأثير مازال صوت العجوز

 يتغنّى بمساحيق الوطن. 



كلّ صباح 

يرافقني السّأم الغامض 

ذاته 

ولم تغيّر أسئلتي طعمها. 

غرباء نحن. 

والأوهام المرّة أفسدت أيّامنا. 

فكم ربيعا يلزمنا 

حتّى نقلّم أشواكنا ونجيد حراسة الورد؟

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة