حين كنت أبكي في العراء
لقطتني امرأة
وضعتني فوق غلاف كتاب
جاءتني النسوة من كل مكان
قلن: يا رجل الشارع.. رومانسيٌ أنت
ضحكتُ.. فالتقطت لي امرأة أخرى صورة
وضعتها في كراسة
رسمت وجهى وردة
مضت بملامحي وسط الجموع
٢
العالمُ يصف الإنسان
الإنسانُ يصف مداره
المدارُ يصف الحركة
والحركةُ تصف ولا توصف
٣
لم أعرف الصراخ ساعة واحدة
لا حين ولدت
ولا حين كنت شابا
ولا حين كبرت
كان الصوتُ تيارا من رماد
طيرهُ الزمن في عيني
٤
غفوت ساعة
فسمعت دقات قلبي تتصاعد
رأيت حلمين متداخلين
صورةٌ مشوشة في تلفاز
كتبتُ تفاصيلي
نذرتُ للرحمن صوما
فلم أكلم إنسيا
نمت على منضدة في الصالة
رأيت الحلمين ثلاثة
طارت أوراقي من نافذة وأنا أفتح عيني
فبقيت رؤياي بلا تفسير
٥
كل شيء في حياتي صامت
حتى الكلمات
أقول فتتحرك شفتاي بلا صوت
جربت الرسم فخرجت ألواني شفافة
ذهبت إلى الغابة فاختفت الأشجار
٦
كل هذا الكذب استوعبه قلبي
يا له من إناء واسع
يدقُ على بطن جوال صامت
٧

الجدارُ عظيم
الرؤى مشروخة
٨
هذا وجه الإنسان
مشرق
هذا وجه الهزيمة
أسود
هذه الحياةُ رمادية اللون
٩
وما كان اتفق لي أن أعبر هذا النهر
إلا ويدي في يدك
وما كان لك أن تعركي الدنيا إلا من زنبقة المحبة
الشعرُ أعراضه مذهلة
وأنتِ مقدامة حتى النخاع
تبيعين جسدك لي ولا تنسين إن لمستك
١٠

هذا الصمتُ شعار
أسلوب حياة
إن مسك صرت له درويش
إن عبرك صرت له تابع
وإن لم تعرفه فستغرق في الصخب
هذا الصمتُ حوار
لغة للعظماء
هذا الصمت رماد حصار المعنى
وقعُ فناء المادة
فصل العدم عن العدم
إناء التكوين
وبذرة بوتقة اللذات
لا تفتأ تذكره الأيام فتعيده
مثل الورد الثابت في المشرق والمغرب
مثل الظل النابت في الشجرة والمركب
مثل الذيب يضلل صاحبه
كي يفتك
مثل علامات الساعة
دفق الشيخ آخر ساعات الليل بمنسأة امرأته
يكلم بخلاياه الجسد الآخر
فيفجر هذا الصمت.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة