أدركتُ منذ سنوات أنّي مجرّدُ وهمٍ.

 أقفُ على الميزانِ فلا تتحرّكُ الإبرةُ 

لا أشعرُ بالجدرانِ الّتي تعترضُني 

أخترقُ الأسلاكَ يوميًّا 

وانامُ أحيانًا على الطّريقِ المكتظّة بالسّيّاراتِ 

لا ظلّ لي ولا عرقَ يقطرُ من جبيني 

زرتُ الطّبيبَ يومًا 

فاندهشَ من يدِهِ الّتي جالتْ في أغواري 

لم أكنْ اتألّم من شيءٍ 

لكنّي مطالبٌ بإطعامِ أمّي. 

كيف السّبيلُ لاستردادِ يدٍ على الأقلّ؟ 

قال عرّافٌ إنّي مسكونٌ بروحٍ شرّيرةٍ 

وقال ناقدٌ إنّي فقدتُ حقيقتي. 

اطمأننتُ إلى هذا الجواب الأخير 

وقرّرتُ البحثَ عن حقيقتي 

بدأتُ باسمي "عبد الواحد" 

لستُ عبدًا لأحدٍ 

ومهنتي أستاذ لغة عربيّة 

وأنا أجيدُ اللّغات كلَّها 

قامتي معتدلةٌ لماذا تحيطُ بي الغيومُ من كلِّ صوبٍ إذنْ؟ 

وزني 80 كلغ 

كيف يحمل القلبُ فقط في هذا الحجمِ همَّ العالَمِ بأسرِهِ؟ 

صفتي شاعر 

أفضّلُ تسميةً أخرى، شجرةً مثلاً 

حقيقتي إذن مجموعةُ أكاذيب 

وربّما تلك المرأةُ الّتي أصارعُ من أجلِ إطعامِها مجازٌ

 وربّما جميعُنا استعاراتٌ أنشأها 

إلهٌ مخمور.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة