حتّى يغفر لي الله
سأصلح كلّ الأخطاء التي ارتكبتها
طيلة ثلاثين سنة
سأذهب إلى المدرسة
و أفتح حرف التّاء في فعل ؛ ذهبت
حتى تتحرّر رغبة شباب البلاد في الهجرة
ثم أغلق الحنفيّة الّتي تركتها مفتوحة
حتّى يصل الماء إلى القرى البعيدة
أعيد الأعشاش الّتي أفسدتها إلى أماكنها
حتّى تنعم الأجيال القادمة بربيع أفضل
أمرّ على جارتي
و أعترف لها بسرقتي لدجاجتها المفضّلة
و أنّ تلك القطّة الّتي طردتها بريئة من دمها
أنزع السّيجارة من فم العشرينيّ الّذي كنته
و أضع مكانها أغنية لا تنتهي و منه إلى الحانة
أجمع أحاديثي عن السّياسة والنّكات العاهرة والسّباب و الشّتائم ..
و ألطم بها صورة الرّئيس
و أكون بذلك قد كفّرت عن ثلاثة ذنوب دفعة واحدة
و منها إلى أبي
أنفّذ كل ما يأمرني به ؛
أحفظ أمامه الأعداد من واحد إلى مئة
و أحفظ كذلك عن ظهر قلب سورة التّكوير 

ثمّ إلى أمّي
أعطيها من اسمي حرف الألف لتتوكّأ عليه
وأذهب بها مباشرة إلى الطّبيب لتصلح أسنانها
حتى تتمكن من قراءة سليمة لسورة الفاتحة في صلاتها
ومنها إلى طبيبي السّابق
أعطيه ثمن الفحص الّذي أجريته على القلب في خريف ١٩٩٩
ثمّ إليّ

 لا شيء ذا بال يذكر
عدا طريقتي في التّعبير عن الحزن
سأغيّرها بتغيري لطريقتي في الضّحك
و طريقتي في الغضب
و طريقتي في لفظ كلمات معيّنة ؛ لا ؛ نعم ، أحبك ، أكرهك و طريقتي في التذكّر
و طريقتي في النّسيان ..
و منّي إلي

...............

و حين أصل إلى النصّ
أكون قد أتيت على دموعي كلّها
فكيف سأفوز بالمغفرة آنذاك
و أخطائي تملأ النصّ الوحيد
الذي كتبته إلى الله ..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة