لقد أسرفنا كثيراً في مدح من نحبهم 

ومثل خيط شفيف يسيل من القلب ، ذلك الأسف . 

يوم كانت الأيام وظلالها تتعثر في صوتكِ ، كنتِ نذراً ، وقد نسي تماماً في ازدحام النجوم التي شاخت في جيوبي ،  وها أنا وحدي  ، في ربوتي أقشر أيامي بما علق بها منكِ  . 

المياه التي تركناها خلفنا، المياه التي غطت قلوبنا في يوم ما ، يوم تبنينا دوي العاصفة وبإفراط وكخسائر يومية أغلق يَديٌ الفارغتين منكِ ولست بعيداً عن اليابسة . 

غريبٌ هذا الهواء الذي يمر ، هذا الارتفاع الكثيف من غيابكِ ، وكي لا أبتعد كثيراً ، أقف وحيداً مثل شباك يتهيأ لـفتح ذراعيه لإحتضان الهواء العليل ، أفتقدكِ دائماً .  

كيف صنعتَ لنفسكَ كل هذه الوحدة؟  تلك روحكَ أتبعها أينما تحترق ولا تتوارى من دمها ، اليد التي انسحبت أثناء مصافحة تخلى عنها ، يدك ان لم تتكيف مع وحدتها ، قلبك ان لم يعد يتذكر يداً لوحت له ذات يوم ، تخلى عنه أيضا ، هل لديك يدان قادرتان على احتضان من تحبّ ؟ 

خذ قلبها بقوة ودع قلبك يبرد بين يديها ، عسى ان يصلح لشيء ! ذاك الذي أتلفته الحروب والسجائر والعرق المغشوش .  

يطفو ورد سُرتها  المخفي بحنين متراكم ،  تركته قوافل من البدو و جنود شجعان مجهولون مروا من هنا وهم يسحلون العالم من هزائمه ،  لا تتعب نفسك لا أحد يسمع عواءك ، ربما ذاك القتيل الذي افترش تلك السهول ونام  ،  سيلوح لك بغصن  شوك . 

في يوم مولدهِ ، قبلة على صليبكِ وهو يتدلى في مراعيكِ ، مدي ذراعيكِ كجناحي طير واستنشقي الهواء عميقاً ، وتذكري بأن هذا هو وقتنا المتبقي والذي سال منه الكثير أمام أعيننا ولم نفعل شيئاً . 

رهبان كثر خلفكِ ، يقلدون صلاتكِ وقد أخفقوا في جمع ضوء يديكِ . تنهض المدن الى أعيادها كل يوم وأنا برفقة اسمي الوحيد ننتظر سطوع جبينكِ الأغر .

 في حروبنا العديدة ، حروبنا المجاورة للقلب وبعتمة مطلقة في السماوات الغريبة وكأنه ظلك الأخير أيها الوجه ، أعود اليها متأخراً كل ليلة ، وكنجمة نحيلة كالأيام ، نعلّق أمنية في سقف الغرفة ، ونصلي لها كي تكبر، لكننا نخسرها معاً في الصباح الأكيد .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة