لستُ ابنَ الشمس
أو جارًا للضوء
أنا مضغة الظلام
أنا قبيلة أيتام
زنجيٌ مبنًى ومعنَى
ولدتُ لأثمل بكل كؤوس البؤس
ثم أقدم نفسي وجبة شبهُ دسمة للجحيم
لا أخشى الموت الآن
أو التعفُّن في التسعين
ترفّقْ بي أرجوك.. يا أيها البريق!

تقول شهوتي العزباء:
لا بد أن نستمنيَ الليلة
يحقُ لهذا الجسد المهجور أن يلهو قليلا
قلبي مرهونٌ عند حدّاد يهودي
مشاعري التي تلعق بوظة بنكهة الفانيلا
بدموية يغزوها تَتَار التجاعيد
هناك فرق وجيز بيني وبين سلة قمامة
بالله عليكَ يا عقلي العزيز
كفاك من التحليل العميق!

هناك سيدة نبيلة
تصغي بسذاجة ساخنة إلى نصائح خادمتها
لقد أصبحتْ متحرِّيةً للروائح والملابس
أسيرةً لسيناريوهات بلهاء
لم يبقَ في جمالها مكانًا للخيبة أو الخيانة
أما الروح المتساقطة
فاسأل ما فعلتْ شياطين الحريق

هنا
مجنون يُذاكر ذكرياته بطريقة يدوية
نصف امرأة تقسو على نصف مكنسة وراء الباب
صراخ بائعٍ ذئبوي الملامح
ضجيج حافلة رهّلتها الممهّدات
بكاء طفل يستنجد جوعه بحلمة كاذبة
وعجوز خُنفشاري يحاسب فراغه تحت ظل نخلة
عيناه غيمتان تائهتان يسقيهما التحديق

أنا لستُ ابن أحد
أنا ابن أنا
لا أنتمي للموت
ليس بيني وبين الحياة صلة دم
أمنح للتراب هويّة
وللشجرة حبًا
وأزفُّ السمكة إلى النهر
أنا شبح سقراطي يخطو إلى اللانهاية
أسير حينًا وأتوقف حينًا
لسبب ماورائي أسأل حماقتي:
أين جدواي يا عمري المنذور للريح؟
تعبتُ من أكاذيب الأمل
سئمتُ من هباء هذا الطريق.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة