" سيجارة أخيرة " جومانة وهبه / ( بيروت ) لبنان
في الثلّاجة لحم بقر وسمك ودجاج
في الثلّاجة لحم موتى
لا رائحة للموتى في البرد
سأنتظر حفلة الشواء
من يفتح لي قنينة النبيذ الأحمر؟
من يعزف لي على الكمان؟
أنا جائعة
أيّها الحزن أنا جائعة
حنين تلعب في الخارج
حنين لا تبرد
تحب الظلام
ماذا يفعل طارق في الغرفة؟
لقد نام بعد أن قرأت له من ساعات
لمَ يبدو أصغر من عمره؟
لمَ هذه الفوضى في البيت؟
يجب أن أسمع عناوين الصحف
حريق هائل شبّ في صدري
خاف. هرب
الخوف من الاختناق أكثر رهبةً من الاختناق نفسه
يدي اليمنى ثقيلة
الرياح تناديني في الخارج
الرياح مثارة
حرارة الغرفة ترتفع
المطر ينقر على الشباك
لن أفتح له
الرياح تنادي
لن أخرج لأمشي الآن
جسدي حارّ
علق لساني في سقف حلقي
يدي اليمنى ثقيلة
أين ذهبت جدّتي مجدّداً؟
أرجو أن لا تأكل لوح الشوكولا في الرف الثاني في المطبخ
أخيراً عادت
باعدت رجلي صوبه لأفسح مجالاً لها
جلست
المكان أصبح ضيّقاً
المكان يضيق أكثر
ظهرها يلامس ظهري
ظهرها ثقيل
يدي اليمنى ثقيلة
غداً موعد الطبيب النفسي
الوسادة تمطر
الرياح تنادي
شباط ثائر
القطط مثارة
تصدر المواء المقزّز
عيونها تلمع تحت السرير
أودّ طردها لا أستطيع
رموشي لا تُفتح
أريد سيجارة.
رموشي لا تفتح. يدي لا تفتح.
يدي اليمنى... ثقيلة
