نحنُ المُوتى 

المصطفونَ كالقطيعِ أو طوابيرِ الجنودِ في المعسكراتِ الاجباريةِ

مَع مُعداتِ الكتلةِ الشرقيةِ المصنوعةِ من كتّلِ الحديدِ الضخمةِ والبروليتاريا

والأيدولوجيا البائدةِ من الزمنِ السوفيتي 

نحنُ المُوتى

المصطفونَ في طوابيرِ الأورزدي باك في الزمنِ السبيعنيِّ والعراقيِّ بأمتياز

لآستلامِ طبقةِ بيضٍ مختومٍ ويرفسّنا الزُحام . 

نَصلُ الى الموظفِ المسؤولِ

ليقطعَ لنا وصلٌا أنيقا ٌ بكارتونٍ قنانيَّ البيرةِ التي نستحرمها

نفكرُ الفَ مرةٍ بأستعادةِ نقودِنا وأبناءِ الباراتِ الشهمونَ يعوضوننا بنصفِ قيمتَها

لإفطارِ اليومِ التالي بصداعِ صفارِ البيضِ المزعوم

نحنُ الموتى 

المصطفونَ في الخوفِ الجميلِ بطوابيرِ المدرسةِ . 

ننصرفُ كالنملِ الى صفوفنا

التي تؤرخُ طوابيرَ ذكرياتنا بالغشِ على جدرانها المقشرّةِ بالبصاقِ وكدماتِ الأحذيةِ

نحنُ الموتى

المصطفونَ في طوابيرٍ الأفرانِ الحجريةِ لحفلِ خبزنا اللاستيكي المعاد جداً للأختمارِ

نصففهُ بطوابيرٍ عموديةٍ بجوعنا المعتاد ونُصغي بأعجابٍ للمصفقينَ في أفواهِ التنانيرِ

نحنُ الموتى

المصطفونَ على شبابيكِ الدوائرِ الحكوميةِ بلونها الذبابي .

 يجيبنا الموظف المصطفُ بالنعاسِ

على أسئلتنا ونشتريها بالرشوة ونصطف في طوابير اللعنة علينا وعلى المرتشي

نحنُ الموتى

المصطفونَ في مضاربِ الغجرِ نبتاعُ شبقنا الى قططٍ أليفةٍ نروّضُ زعلهاعلى شراشفٍ ملطخة ٍبالبياضات

نحنُ الموتى

المصطفونَ بالملابسِ الخاكيةِ ننبحُ بالنشيدِ العسكري لنتخلّصَ من تهمةِ معاداةِ الجنرالِ

نحنُ الموتى

المصطفونَ في طوابيرِ الصلاةِ ونسأله ُتعالى أن يرحمَنا لأجلِ الجياعِ المصطفينَ في الصفِ الأولِ

نحنُ الموتى المصطفونَ في المراكزِ الأنتخابية ِ 

أبطالُ الثورةِ البنفسجيةِ لانتخابِ نوابنا / نهابنا / سراقنا 

نحنُ الموتى

المصطفونَ في طوابيرِ المراكزِ الصحيةِ نشتري عمرّنا من أطباء يشهقونَ بنعناع فلوسنا

نحنُ الموتى

المصطفونَ في مهرجاناتِ الشعرِ ليوصلِنا عريفَ الحفلِ الى منصاتِ نمنحها حَجرَ حياتِنا

نحنُ الموتى

المصطفونَ في دوائرِ الطبِ العدلي لأستلامِ جثث أحبتِنا والمجهولةِ الملامحِ والبطاقاتِ الشخصيةِ

والمسطّرةِ على ثلاجاتِ تعملُ بالديزلِ بصفوفِ البراميلِ الطويلةِ من بياناتِ حروبِ اللا معنى

نحنُ الموتى

المصطفون َفي المقابرِ الجماعيةِ بأنتظارِ مايصلنا من نورِ الأدعيةِ التي نتسولهّا من صفوفِ الأولياءِ

نحنُ الموتى

المصطفونَ في مجالسِ العزاءِ لتقديمِ عباراتٍ باهتةٍ عن فائدةِ الموتِ وتفاهةِ حياتِنا العربيةِ

نحنُ الموتى

المصطفونَ في طوابيرِ لانعرفُ مابها وما عَليها 

نحنُ الموتى

المصطفونَ في طوابيرِ تهديرِ قواري الشايِّ نقدمها على فحمِ الوطنِ ( لينشنش ) رأسَ البلادِ 

ويصففنا في طوابيرٍ آتية ٍ

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة