يدعُونَه لاحتفالٍ
ولابد أن جويلي يريدُ
قليلًا من الانتشاءِ
ليمحقَ هذا الصدأْ
لكن قلبًا تورطَ في الاختيارِ الخطأْ
ولابد أن جويلي هنالك يضحكُ
كلُّ الخساراتِ يا صاحبي كلها
تتورطُ فيها القلوبُ
وليس لأبداننا غيرُ أن تنتشي بالمسافات
مخطوفةً خلفَ ما تبتغيه المهجُ
ولابد أن الخيانةَ في الاختزالِ
كأن المسيرة رفةُ عينٍ
وهجٌ
تلألأ ثم اختبا
وكانت سحابتُنا خلبا
كأن الميادينَ لم يتسع صدرُها بالدخانِ
حجارتنا لا تصيبُ
كراتٍ من النارِ نقذفُ
ترتدُ تحرقُ أطرافَنا
وأنّا اختنقنَا من الغازِ
حتى غَشيِنا
وأن الرصاصَ طليقٌ إلى الآن
ينفذ في غفلةٍ
حين نبغي قليلًا من الوقتِ للانطراحِ
نَهِيئُ لقناصِنا
ونحن عراة الصدورِ
نشاغبُ من يتخاذلُ منا
ونُخدعُ بالانتصارِ القريبِ
ونحيي الأمل!
ألم نسعِ في الليلِ نحملُ جثتَه
ونطوفُ البلادَ نودعه
ونغنى سكارى قصائدَ من سبقونا
ونهتفُ منتفضين
ندججُ نارَ القضيةِ
إن أطفأوها
نعيدُ لها ودْقَها
وننفخُ أنفاسنَا الثاملةْ
هو الاحتفالٌ إذن يا صديقُ
ولابد أنك كنت تريدُ
قليلًا من الانتشاء
لتمحق هذا الصدأ
لكنه الشعر؛
خلف الظلامِ اختبأ
وشاور: هيا
أرادَ لك الجولةَ الكاملةْ
أراد المضي إلى حيث ليس يبين
من المرء غيرُ الأنامل
حيث الخطى في الفراغِ
وكل غطاء تكّشفَ
حتى ترى ما أردتَ من القول
رؤيا اليقين
القصيدةُ لم يختبرْها القدامى
ولم تخترقْها الخياناتُ
ليس تكممُ
شهوتُك العارمةُ
ولا تتلعثمُ
لا تتشاجرُ أحرفُها
ولا تتألمُ
من ربكةٍ في اقترافِ القضايا الجِمَاحِ
القصيدةُ لابد صادمةٌ
وليس عليها عتابٌ
ولا تتلجمُ
ليس يريدُ جويلي سوى الانتشاءِ
ويخشى إذا ما تأخرَ
أن يفسدَ الحفلُ
ليس له أن يزيدَ الكأبةَ للأصدقاءِ
ويفرحُ إنْ يُقترح نخبُه
ويعيدُ بخورَ الليالي
وليس لـ«زوربا» سوى أن يلوحَ
ليجهزَ للرقصِ
يُطلق ما في النفوس اعتملْ
ويطرح عنها المللَ
ويسخرُ
إن يتهاوى الرفاقُ
يروحون مثل الصغار
ويبقى الأبَ الحارسَ
ويكملُ ما يتبقى من الاحتفالِ وحيدًا
يطارد ما يتبدى من الفتن العابرةْ
ليتبعها
ويغني:
الغرام هو الحسُّ
ترويضُ وحشِ الجسدِ
هو الحبُّ
أن تتفيا فتاةً بزينتها الباهرةْ
وتصرخُ إن أطلقتْ شعرَها
ومال على الظهر
ما أعجزَ الشِعْرِ
كيفُ يحاصرُ
هذا الجمالْ؟
وكيف إذن ينتهي الاحتفالْ؟
- أليس لهذا الضرامِ الجريءِ
نهاية؟
وقلبُ حسامِ الطليقُ
أدار الطريقَ إلى حيث لا تتبعُ السلطاتُ
خطاه
ولا يتعاكرُ صفوَ لياليه
يبغي السكينةْ
أوحى إلى الخَضْر خرقَ السفينةِ
حتى يمرَّ الملوكُ عليها
ولا يأخذوها
يريدُ من البحرِ أن تتقدسَ زرقتُه
في العيونِ
وألا يمل المقام بها
وأن تتجددَ قافلةُ الصحراءِ
ليخطرَ خلف النجومِ يريدُ الهروبَ
من النسبِ المئويةِ
من ناطحات السحبْ
من الضيقِ
من سارقينَ
اطلعتُّ عليهم ولذتُ فرارًا
من خدعٍ كاذباتٍ
ومن شركٍ ينتصبْ
وعاد إلى الاختباء
لكن قلبًا تدربَ فيه الخيارُ الخطأْ
لم يسترح لسكونِ جويلي هذي البراكينُ تغلي
ففارتْ مراجلُه
وأدارَ السفينةَ
رباننُا في الخسارةِ
ودَّ زوالَ الصدأْ
لكنه يسبقُ الجسدَ المستريحَ
فأسرجَ ثم أنطفأْ ولابد أن جويلي
يموتُ من الضحكِ
ليس عن الموتِ تلقى النكاتُ؟
وليس يهرجُ هذا المصيرُ
وليس يُكذَّب هذا النبأْ

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة