قدمِي تحنُّ إلى البعيدِ
قدمي المرهقةُ
والمُحَمَّلةُ بأطنانٍ من الطينِ،
قدمي الطريدةُ والمجرمةُ
كنتُ أعرفُها قبل أن أُولدَ،
ولا أعرفُ بصمتَها الآن
قدمي الميتةُ
لا أعرفُ أين سقطَ كلُّ أُصبعٍ فيها،
وفي أي منزلٍ في هذه المدينةِ
قدمي التي خاصمتْ النبعَ الأولَ،
وغاصت في الأسمنتِ
قدمي المجاهدةُ في الحُبِّ،
ولا تعرفُ عددَ الخيباتِ
قدمي الداميةُ لأنها توقفَتْ بالخطأِ
أمام حُلمٍ متداعٍ
– لم تكنْ حبيبتي؛
كانت شرخًا يتمدَّدُ -
قدمي التي أخطأَتْ كثيرًا في حقي،
ولم تذهبْ مرةً واحدةً
وراءَ وميضٍ ينعكسُ من قلبي.
إلى أين أنتِ ذاهبةٌ
وكلُّ الملاذاتِ أُغلقَتْ في وجهِكِ؟!
والحفرُ المتواليةُ لم تُجْدِ لالتقاطِ أنفاسِكِ،
والدماءُ السوداءُ طفحَتْ من عروقِكِ،
والرجوعُ للوراءِ لم يَعُدْ ممكنًا.
طريقُ الخلودِ ليس شهيًا كما كنتِ تظنين،
والعصا التي تتكئينَ عليها أجدى منكِ
جربي الآن طريقَ الفناءِ،
واستمتعي بموتكِ
ومع كل مَوْتةٍ يُولَد وريدٌ في منزلٍ آخرَ
وعائلةٍ تبحثُ عن قدمٍ دون وحلٍ
قدم لاتنتمي إلا للرمال.
سيري في جنازتِكِ الآنَ،
وقولي كانَتْ قدمًا ضحيةً أيها الضحايا
كانَتْ قدمًا شريرةً أيها الأشرار.