(1)

فراغٌ يهتفُ للفراغ.

صحفٌ تتقلَّب تحت عظامِ الكراسي،

يقينٌ يجفّفُ الآتي في رأسِ الآن،

مطابخ تسعلُ رفوفُها بلا رائحة.

بهذا تقفزُ أرضُ الناسِ وأبنائهم إلى الحرائق،

حيثُ الحياةُ تضحكُ والماءُ الأسود والمؤمنون،

كلما قال أحدُهم: لماذا..؟

…(2)

أنابيبُ النُّحاسِ ذاتُها.

لكنَّ الهواءَ تغيَّر وما كان يُبكي.. 

صارَ يفقأُ العين،

ذلك ما تسمِّيهُ نساءُ الأزقةِ قدرًا، 

ويلقِّنهُ رجالٌ أغرابٌ لأولادِهم:

تأخذُ على مثلِ ما ترغب لأخيك. 

...(3)

أحسبتَ السقوفَ ظلالاً

لتمحو المنازلَ عن المنازل ؟

أحسبتَ أضلاعَنا قصبًا

لتكتبَ كبرياءك على جذوع أبنائنا؟

قالت امرأةٌ في الغروب:

الصرخةُ نبتَ ريشُها وكلمةٌ تريدُك انطفأتْ.

….(4)

ماذا يريدُ من لسانِهِ حين يقلّب بهذا:

العارفُ يخطأ بمتعةٍ وهو لا يغفل،

الغافلُ يتمتّع في الخطأ وهو لا يعرف

....(5)

رميمُ حروفٍ من كتابٍ سكران 

وأمشاج عرقٍ تلمعُ مع القبابِ والبيارق،

هذا ما يُنبت الرجُلَ 

يرتّقُهُ من الأسمال،

يكشطه من الجدار الخلفي،

ويضع حيّزاً لصورتِهِ على بابِ الله

.....(6) 

الذي لا يتذكّر قال: إيّاكم والنسيان،

الذي يتذكّر قال: حرقةُ النسيانِ مسرة..!

بينما الأنينُ مشدودٌ للريح 

والسحبُ تحتقن بالفضائح

 ....(7)

حيث هو يسوّرُ وصاياه بالعِبَر،

وهي تلقِّنُ السِّترَ والعافيةَ للمباخر،

كبُرَ جدارُ العائلة.. 

صارَ الولدُ الطيّعُ يفكّرُ في بيتٍ وحيدٍ لكأسِهِ. 

وتحلمُ الصغيرةُ بأصابع ناشفةٍ تحكُّ بلبلَها.

(8) 

في الغدِ،

يمسحُ القلبَ عن شاشةِ العقلِ

سيرى موجاً في النوافذ 

ونارًا في الدّلاء.

***

 النص من "ديوان الامر بالنار والنهي عن الوردة" وجاء بعنوان "على باب الله" وارتأيت تغييره هنا للضرورة.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة