(توطئة)
يتكرّرُ الليلُ
لكنَّ
البَسمةَ حينَ مدّتْ يدَها في الفمِ, لم تنْهض لتجلسَ صوْبَ نافذتينِ في وَجهي..
..قال المحقِقان للمدينةِ:
دَوّني صَحيفَتَكِ فوراءَنا مدنٌ كثيرةٌ
قالت: أنا لم أمتْ بعْدُ. .
.يا آدمُ موروثك تسمَّرَ كلُّ بِقاعِ جهنّمَ
إنه الدَمُ حتْماً
آلهةٌ تؤجّج اليقينَ بالسرابِ
رائحةٌ يشمُّها قابيلُ قبلَ ذبحهِ للطفلِ في نصبِ الحريةِ
رافعاً يَديه بالأسى
القاتلُ كانَ طفلاً لوْلا قصاصاتُ الكِبارِ، وتوبيخُ الدنانيرِ الموْبؤةِ بالعِفِاط المرّ!..
لا شأن للفأرِ بالجِدار لوْلا القطُّ ..
يحرثُ الجلاّدُ بالمخّ فيسْدِلُه عن المسْرح إلى الإسطبلّ
هكذا قال الموبوءُ بحمّى الأرصِفة وأقفالِ التكريرِ....
التكريرْ؟
أكرر رأسي عيوناً، إنوفاً، أصابعَ مقطوعةً، علباً للبِصاقِ، أكياساً للوجناتِ المستهلكةِ. ..
المحققانِ: مِم كُنت كسيحاً أيّها الإنسان؟!
خشناً تنزوي في آخر البلعُوم, تبحثُ عن أشلاءِ الحاءِ في أرجاءِ ما تبقّى من خِزانةِ السّادي ..
يا قومُ حيِّدوا الأغْلالَ، يكفيني شَسْعاً في مآقي
ذنْبي صَليبٌ لمْ يكتسِبْ إلا سِكُوني ..
سَأتلو غيرَ الكاتبينِ
أنا قَدَرهُما
ـ حَسَناً...
وقفَزْتُ حقيبةً بِيَدِ الأحلامِ وهُما مُجْهَشان
وغادَرا مُثْقلينِ بأسْفاري..
إني الآنَ زوبعةٌ بيْضَاءُ أو سَوْداءُ
لا أنْوي الاعْترافَ بأطْفالي المَنويين
أحدهم سرق علامتي الفارقة
خُذْها بُنيّ
وتذَكرْ
أنا أبوك, المرتجُّ, الأسْودُ, الأبيضُ, الكرْسيُّ, السائِلُ, اللاصِقُ, الجِدارُ, الهيكلُ, المعديُّ,
الجدي, الطائرُ, المتستّرُ, المُفْضي, الحالمُ, السافلُ, الجُرذُ, الأسدُ...
وأنا أبوكَ الشاهِقُ القِزْمُ!
عطْشانُ ...
وشاياً لو سمحتَ أيُّها النكيرُ، أو سيجارةَ(اسبين)* سَماويّةٌ
مُشاهَداتي فيما غضَّ عنهُ الكاتبانِ حينَ فرّا، وبقيتُ وحدي!
فالقيامةُ هُنا ..
وإسْألوا اللهَ
أبقيتُ وحْدي؟!!