التيه 

هنا 

القمم العالية 

هناك 

ضباب لا يُرى

 نحن الصغار 

لم نحسب أسنان الربيع 

علقنا بخريف اِختلس الأنياب 

قالت الأم : 

خليها محبوسة في جيبك 

حتى تشرق الشمس 

قالت الشمس : 

أنا لست مزبلة 

قالت الحيرة : 

اِمنحها للقمر ، ولا تنم مع إخوتك ... 

نتدفق جلنا 

في الكأس الأخيرة

 لا النبيذ أسكرنا 

ولا الرقص

 نز له الجبين 

وفي الصباح نجمع 

من تحت الوسائد الأمنيات 

نشرب الحليب الدافئ 

نتأبط شرورنا في المحافظ 

ونبكي في صمت مع صقيع الصباح 

كانت الرسائل خطى جنود 

تهرب الأحلام 

وتأكل الأيام 

والطين سؤال يابس في فم ضفدعة 

كيف نمشي ..؟ 

قالت فتاة من جماعتنا 

قال الذي سرواله يولج الليل في النهار : 

ابكي، 

قبل أن يتكور نهداك 

واتركي الباقي على الله ... 

كيف ارسم وجه أبي في الكراسة..

 أنا اليتيم 

الذي لم يراني قلبه قبل أن تقلب الأوضاع...؟ 

قال طفل في السادسة من الحزن 

واجتمعنا حوله كالذباب : 

من سيحمي الأقدام 

من دون جوارب 

في الأحذية الضاحكة الساخرة من كيّ القرس..؟ 

قالت الطريق : 

لدي من المظالم ما يكفي 

فلتكثموا السؤال ... 

وسألتنا شجرة الصفصاف عن عصافيرها 

قلنا للنشاشيب : 

أجيبيها نيابة عنا  ، 

فسقطت على رؤوسنا السماء 

قلنا للأرض الحزينة :

 إلى متى ستحملينا على مهل ، 

وقلبك مزين بالألغام ..؟ 

قال الدود : 

أنا جوعان قبل عام " الخبيزة " 

فظل العقل ساكنا حواف الكلام ...

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة