وأنتِ تنزلقين من المُنحدرِ
لم أخجلْ من اعتدال عنقي
نعم ستختفي المنازل بالجوارِ
والشمسُ لاتغادرُ طاولةَ الليلِ
والعالمُ يواري وجهَه مرتعدًا
الحضارةُ بنتُ الماءِ
وأنتِ المربيةُ الأولى لها
قلتِ:ادهنْ جسدَكَ بطيني
أرغبُ أن يختلطَ بدمائِكَ
أرغبُ أن أمرحَ في فمِكَ
لاتكفْ عن مناداتي في كلِّ ثانيةٍ
ولاتختصرْني في قماشة مقدَّسةٍ
في أعالي المنازلِ
وعلِّمْ أولادَنا أن يخلطوني
بطعامِهم وشرابِهم
علِّمْ أولادَنا أن يكونَ الموتُ أحبَّ إليهِم
إذا خمشَني الهواءُ بأظافرِه
هل تعرفُ متى تزوجنا؟!
هل تعرف كم مرةٍ خذلتَني؟
إنْ كنتَ تتنفَّسُني
لماذا تقلِّمُ مابيننا من ذكرياتٍ؟!
لا أتعجبُ أنكَ هربتَ وتركتني عاريةً
بعد أن غرستَ في كلِّ قلبٍ من أبنائِنا زنزانةً
الأرواح تمرضُ لكنني لا أمرضُ
لاتلمْني ولا تصُبّ لعناتِكَ عليَّ
كلما جعتَ أو ظمأتَ
لم أقل لكَ اصمتْ
ولا أن تضعَ جسدَكَ تحت شاحنةٍ
لم أقلْ لكَ ابتسمْ للصوصِ
وهم يضعون أيدِيَهم كلَّ يومٍ ليُفرغوا مافي جيبكَ
ولا أن تنحنيَ للريحِ تفاديًا لانكسارِكَ
قدماي نهران
ومابينهما جنةٌ
لاتترك المنشارَ يبتُرُ قدمَيَّ
الدموعُ لا تكفي لإنباتِ شجرةٍ واحدةٍ
لاتسمحْ بأن يتحوَّلَ الأخضرُ
إلى لوحةٍ تراودُ أطفالَنا
في أحلامِهم فقط