تبدّلات الشفق الشفق، الذي كان أرجوانياً،

 يستحيل إلى أزرق يطّرد عمقاً 

مصباحٌ يغمر الأشجار 

على الطّريق 

بوهجٍ أخضر باهتٍ 

ثمة لحنٌ جذل 

يُعزَف على البيانو القديم

 نعم، برصانةٍ ورويةٍ وبهجة 

يُعزَف ها هي تنحني فوق المفاتيح 

الصفراء 

وهكذا يميل رأسها

 أفكارٌ خجلى وعينان واسعتان

 ملؤهما الوقار 

وتانك اليدان هائمتان

 إذ تميلان 

لإيلاج المفاتيح

 زرقةُ الشفق تزداد قتامةً

 تشوبها أضواءٌ أرجوانية

القلب الذي يخفق على مقربة من قلبي

هذا القلب الذي يخفق
على مقربة من قلبي
أملي ورجائي
وكلّ ثروتي
هو
أحزن حين نفترق
وأفرح ما بين القبلة والقبلة
هو أملي ورجائي
حقاً
وسرّ سعادتي
كما في عش تكسوه
الطحالب
تحتفظ فراخُ النمنمة بكنوزها
هناك
ادّخرتُ الكنوز التي جمعتُها
قبل أن يشقّ الدمع طريقه
إلى عينيّ
أفلا نتحلّى بالحكمة مثلها
ولو أن الحبّ فانٍ؟ 

رياح أيّار

رياح أيّار، تلك التي ترقص
على البحر
رقصتُها دائريةٌ، ترقصُ طرباً
من موجةٍ إلى موجة، بينما
يعلوها
الزبد، يكلّلها
في أقواسٍ فضّيةٍ تمتدّ
في الهواء،
هل رأتك يا حبّي الحقيقيّ
في مكان ما؟
واحسرتاه!
واحسرتاه!
على رياح أيّار!
ما أتعس الحبّ حين يغيب
الحبّ!
وردةٌ إلى ابنتي

ذابلةٌ هي
الوردة البيضاء وواهنتان هما
يداها اللتان أعطتا
مَنْ روحه ذاويةٌ شاحبة
أكثر منك يا موجة الزمن الباهتة
ذابلةٌ وجميلةٌ هي الوردة، ولكن
ذلك البربري العجيب أكثر ذبولاً
بعينيك الوادعتين تحجبين
طفلتي ذات العروق الزرقاء
حتى وإن كنتُ لكِ ميثراداتس

حتى وإن كنتُ لكِ ميثراداتس،
مجبولاً على تحدّي السهم المسموم،
لا بدّ لك أن تعانقيني في غفلة منّي
لعلّي أشعر بالنشوة
في قلبك،
وماذا أنا فاعلٌ إلا أن أقر وأسلّم
بمكر رقّتك؟
فكياسة تلك العبارة الغابرة،
يا عزيزتي، تستنطق الحكمة
على شفتيّ،
وما كنت لأعرف حبّاً
يقابله شعراؤنا بالتهليل
والتوقير،
أو حبّاً
قد لا ينطوي أبداً
على الأكاذيب
مهما صغر شأنها
زيادةٌ صغيرة

يتحرّك خلف شمسٍ شتويّة
يحثّ الماشية على طول
الطريق الأحمر البارد،
يناديها، وهي تركن
لذلك الصّوت،
يسوق بهائمه فوق
كابرا.
صوتُه يطمئنها، يذكّرها بدفء
ينتظرها في البيت.
تخورُ، وبسنابكها تطلق
موسيقاها البهيميّة.
بغصنٍ مزهرٍ يحضّها على المسير
الدخّان يعلو
جبهاتها.
هو ذا، ذلك الفلّاح، يشدّ وثاق القطيع
بينما أنا، الليلة، أتمدّد حذاء النّار
أنزف قريباً من الجدول الأسود
أنزف، فقد كُسِرَ غصني
من التي تسير وسط الغابة الخضراء؟
من التي تسير وسط الغابة الخضراء؟ذلكم الربيع يعبدهامن التي تسير في الغابة الخضراءالمغتبطة؟من التي تسير وسط الغابة الخضراء؟

من التي تسير وسط الغابة الخضراء؟
ذلكم الربيع يعبدها
من التي تسير في الغابة الخضراءالمغتبطة؟
أفلا تزيد هي في غبطتها؟
من هي التي تخطو في ضوء الشمس؟
بدروب تعرف الخطى الخفيفة؟
من هي التي تسير في ضوء
الشمس الآسر؟
يا لتلك الطلعة النقيّة!
طرق الغابة جميعها
تتألق بوهجٍ ذهبيٍ طفيفٍ
فمن أجل من تكتسي الغابة المشمسة
بأسرها
بهذه الحلّة البهيّة؟
آه، هذا كلّه من أجل حبيبتي
من أجلها ترتدي الغابات
أفخم أزيائها،
آه، هذا من أجل حبيبتي أنا،
حبيبتي الفتيّة الفاتنة
أفلا تزيد هي في غبطتها؟
من هي التي تخطو في ضوء الشمس؟
بدروب تعرف الخطى الخفيفة؟
من هي التي تسير في ضوء
الشمس الآسر؟
يا لتلك الطلعة النقيّة!
طرق الغابة جميعها
تتألق بوهجٍ ذهبيٍ طفيفٍ
فمن أجل من تكتسي الغابة المشمسة
بأسرها
بهذه الحلّة البهيّة؟
آه، هذا كلّه من أجل حبيبتي
من أجلها ترتدي الغابات
أفخم أزيائها،
آه، هذا من أجل حبيبتي أنا،
حبيبتي الفتيّة الفاتنة
حين يحثّ النّجم الخجول خطاه في السّماء

حين يحثّ النّجم الخجول خطاه
في السّماء
عذرياً معتزلاً
تسمعين في ذلك المساء الغافي
أحدهم يغني إزاء بابك
أغنيته أجذل من النّدى
هو ذا آتٍ ليزورك.
فلا تظنّي أنها أحلام يقظة
حين يناديك عند المساء.
ولا تخمّني: من تراه يكون
هذا المغنّي
الذي تسقط أغنيته في قلبي
فبهذا تيقّني، بشدو
العاشق،
أنّني أنا أزورك السّاعة
حبيبتي بثوبٍ خفيفٍ

حبيبتي بثوبٍ خفيفٍ
بين أشجار التفاح،
هناك، حيث تبلغ الرياح الجذلى ذروة مشتاها
أن تنطلق في جماعات.

هناك، حيث تمكث رياح البهجة لتغازل
الأوراق الفتيّة إذ تمرّ،
بتؤدةٍ تمشي حبيبتي، تنحني فوق
ظلّها على العشب،

هناك، حيث السّماء فنجانٌ أزرق شاحب
فوق تلك الأرض الضاحكة،
برفق تخطو حبيبتي، ترفع
فستانها، بيدها الجّميلة.
أمطرت اليوم بطوله

أمطرت اليوم بطوله.
هلمّي بنا وسط الأشجار المثقلة،
الأوراقُ تتكدّس على طريق
الذّكريات.

فلنمكث قليلاً عند طريق
الذّكريات قبل أن نفترق.
تعالي، يا حبيبتي، إلى حيث يسعني
أن أتحدّث إلى قلبك
أسمع جيشاً

أسمع جيشاً يشنّ هجوماً على اليابسة،
الخيل تغير هادرةً، الزبد يحيط برُكَبِهَا،
الفرسان العتاة، بدروعهم السوداء، يقفون خلفها
على العربات، يطلقون العنان، بالسّياط الخفّاقة يحثّونها.

في ظلمة الليل يهتفون باسم معركتهم
أئن في منامي إذ أسمع قهقهاتهم آتيةً من بعيد.
يبدّدون دجى الأحلام، بلهبٍ يعمي البصيرة،
مجلجلاً فوق قلبي مثلما يجلجل فوق السندان.

هم آتون منتصرين بشعورهم الطويلة الخضراء المتراقصة،
هم آتون، يخرجون من البحر، يركضون على الشاطئ صارخين.
فيا قلبي، ألست تجد أية حكمة في اليأس؟
أي حبيبتي، حبيبتي، حبيبتي، لمَ تركتني وحيداً؟
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة